إن العوامل الثقافية المحيطة بالإنسان تؤثر على تكوين شخصيته.
وكذلك لا بد من معرفة أن النزاعات التي تحدث داخل منظومة محددة، لا تكون متعلقة بخلل في فكرة تطبيق ثقافة هذه المنظومة الاجتماعية بقدر ما يحدث النزاع كردة فعل على فرض سلوك معين قد يراه الفرد مقيدا لحريته في التنقل عبر مسارات رسمتها ظروف ومتغيرات حدثت في العالم وتأثرت بها منظومته الاجتماعية التي اضطرت لمجاراتها من أجل البقاء والتفاعل من خلال منظومات عمل اجتماعية أكبر، هذا التفاعل يمكن تشبيهه بتجمع أعداد هائلة من النحل حول خلية لإنتاج العسل.
تشارك الثقافة بصورة كبيرة في إعطاء الشخص القدرة على معرفة المواقف الاجتماعية الكثيرة وفهم الأفراد الآخرين وفهم الوسيلة التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض.
هناك علاقة بين ثقافة المجتمع وشخصية المواطن الذي يعيش في إطاره، وكما أن المواطن يولد داخل مجتمع ما فهو يولد أيضا داخل ثقافة خاصة تشكل شخصيته، فالثقافة هي الإطار والأساس والوسط الذي تنمو فيه الشخصية، وهي التي تؤثر في أفكاره واتجاهاته وقيمه ومعلوماته ومهاراته وخبراته ودوافعه وطرق تعبيره عن انفعالاته ورغباته.
صقل المهارات الفردية حيث أنه عن طريق الثقافة أو التفكير أو التفتيش أو القراءة يستطيع الشخص معرفة مواهبه المتنوعة والعمل على تطورها.
ويعتقد أخصائيون الاجتماع أن فئات الثقافة (الغير مادية) تشارك بصورة أساسية لبناء أفكار الأشخاص وأيضًا أحاسيسهم وسلوكهم وهذا حسب اللغة التي يتكلمون بها وأيضًا المبادئ التي يسيرون عليها.
ويتجسد في الفعل الإبداعي حضور العناصر غير الثقافية وفعلها الحضاري، معانقا الجمال، ومبشرا بالقيم التي يؤمن بها المبدع، ويريد تسويقها في دنيا الوجود؛ شعرا، ورواية وقصة….. ليكون الأدب إرثا ثقافيا للجمالية له تأثيره، وأبعاده، ودوره في توجيه الحياة، وتغيير السلوك.
وأخيرًا أهمية الثقافة تتمثل أيضًا في رفع قدرة الأشخاص أو الشركات أو المنظمات لاتخاذ قرارات صحيحة، لاطلاعهم على تجارب سابقة في شؤون الإدارة أو التخطيط أو اتخاذ القرار.
التأثير على التنشئة الاجتماعية: يمكن للأفراد، من خلال تفاعلهم مع أطفالهم، أن يؤثروا على الطريقة التي يتم بها تنشئة الأجيال القادمة.
ومعنى ذلك أن الجماعة التي يعيش فيها الفرد والثقافة التي يترعرع فيها هما اللتان تحددان معايير الجمال، فبعض القبائل تعتبر السمنة من صفات الجمال والجاذبية، ومن الثابت علميا أن السمنة تضر بالجسم وتجعله عرضة للأمراض.
- ساهمت العولمة في انتشار القيم الثقافية العالمية، مما جعل بعض الأفراد أكثر انفتاحًا على الثقافات الأجنبية، بينما أدى ذلك إلى تحديات في الحفاظ على الهوية الثقافية التقليدية.
إن معرفة العوامل الاجتماعية التي تؤثر على هذا العلم تساهم في فهم أفضل للتفاعل في المجتمعات المتنوعة.
والإنسان ينزع بطبعه نحو كل ما هو جميل؛ صوتا، وصورة، وحالا، وموقفا مما الامارات يكسب الجمال أهمية كبيرة في تشكيل ما هو ثقافي، ويعطي ثنائية الثقافة الجمالية في علاقتها بالسلوك الإنساني موقعا مهما في تنمية الذات، وتوجيه السلوك.
وكل ذلك يؤكد دور الثقافة الجمالية في نور الامارات تنمية السلوك الإنساني وتقويمه.